الثلاثاء، 3 مايو 2016

الطباق




الطباق

الطباق هو التضاد بين معنيين مفردين.
وله من الصور صور كثيرة تختلف حسب اعتبار التقسيم كالآتي :
أولا : باعتبار نوع كلمتي الطباق
ينقسم الإطباق باعتبار نوع الكلمتين إلى  :
1 )  طباق بين اسمين .
 مثل  : 
) قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ (
الطباق بين : [ الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ]   و بين   [ الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ]
2 ) طباق بين فعلين .
 مثل :
) قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  (
الطباق بين : [ تُؤْتِي - َتَنزِعُ ]   و بين   [ تُعِزُّ   - تُذِلُّ  ]
3 ) طباق بين حرفين .
 مثل    )  وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ  (
الطباق بين : [ لهن - عليهن ]      .
و القرآن الكريم غزير بمثل هذه المحسنات فليُرجع إليه للاستدلال 
ï إليك التفصيل :
ï  طباق الإيجاب ( يكون بين الكلمة وضدها )
وفى هذا النوع من الطباق نجمع بين الضدين في كلام واحد أوفى بيت من الشعر وذلك بلفظين من نوع واحد كالصفات والأسماء مثلاً .
ويراعى المشاكلة بين المتضادين بمعنى أن يكون التضاد بين اسم واسم أو بين فعل وفعل فلا يصح مثلاً أن يكون التضاد بين فعل واسم .
مثلا بين طويل وقصير طباق ... لأننا ذكرنا هنا الصفة وضدها
" لاحظ أننا هنا جئنا بالصفة وضدها وليس نفيها ، لأننا نتحدث عن طباق الإيجاب المثبت 
أبيض وأسود ..... هنا أيضاً طباق لذكر التضاد بينهما وحتى يتأكد لنا هذا التعريف هيا نستشهد بالأمثلة الآتية :
ï أمثلة على طباق الإيجاب من القرآن الكريم
( 1 ) قال تعالى فى سورة التوبة :
) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَ لْيَبْكُوا كَثِيرًا (
 هنا طباق إيجاب " تضاد " بين فعلين هما " فليضحكوا - فليبكوا " وبين " قليلا - كثيرا
( 2 ) قال تعالى فى سورة الكهف :
)    وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ (
 هنا أيضاً طباق إيجاب بين [  أيقاظارقود ]
( 3 )  قال تعالى فى سورة الرعد  :
]   سوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ [
جمعت هذه الآية كثيراً من المترادفات التي بينها طباق إيجاب وهى بين فعلين هما : [ أسر - جهر ] ، [ مستخفسارب ]  وبين أسمين هما [  الليل - النهار ] .
 ( 4 ) قال تعالى فى سورة النجم :
] وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكَى [
 ï هنا أيضاً طباق إيجاب بين فعلين هما : [ أضحكأبكى ] .
] وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا [
هنا أيضاً طباق إيجاب بين فعلين هما [  أماتأحيا ]
ï بتأمل الآيات السابقة نجد أن طباق الإيجاب يكون بين الصفات أو الأسماء وأضدادهما ، بشرط أن تكون الصفات مثبتة غير منفية
ï أمثلة على طباق الإيجاب من الشعر
 ( 1 ) قال المتنبى :
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب v وأعجب من ذا الهجر ، والوصل أعجب
أما تغلــــط الأيـــام في بـــأن أرى v بغيضًــــا تناءى ، أو حــبـيـبًا تقـــــرب
ïالشرح : هنا فى البيت الأول طباق إيجاب بين اسمين هما [ الهجر - الوصل ]  .. وفى البيت الثانى أيضاً طباق إيجاب بين فعلين هما [  تناءى أى بعد - وتقرب ]  وبين [ بغيضًاوحبيبًا ]
( 2 )  قال ابن زيدون فى غربته فى المنفى :
يخفى لواعجه والشوق يفضحه        فقد تساوى لديه السر والعلن
ï الشرح : فى الشطر الأول طباق بين فعلين هما [  يخفى - يفضح ] ففعل يفضح يوحى بالبوح وافشاء السر على النقيض من فعل " يخفى " .
 أيضاً فى الشطر الثانى من البيت طباق إيجاب بين اسمين هما [  السر - العلن  ]
 ( 3 ) قال ابن الرومى فى رثاء ولده :
لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها        وأخلفت الآمال ما كان من وعد
الشرح : هناك طباق إيجاب بين فعلين هما ( أنجزت - أخلفت )
ï إذن باستعراض الأمثلة السابقة نقول ثانية : إن طباق الإيجاب يكون دائمًا بين الصفة وضدها ( طويل - قصير ) ( غنى - فقير ) ( راسب - ناجح ) أو بين فعل وضدة ( ضحك - بكى ) ( نام - استيقظ ) ( يموت - يحيى ) أو بين الأسماء ( السر - العلن ).
ï طباق السلب ( يكون بين الكلمة ونفيها )

وهو النوع الثاني من الطباق وفيه نجمع بين فعلي مصدر واحد أحدهما منفى بـ
 ( ليس ،  لا  ، لن ، لم  ) على سبيل المثال والآخر مثبت
ï أمثلة على طباق السلب
( 1 )  قال تعالى فى سورة الزمر :
]  قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ  [

في هذه الآية فعلان أحدهما مثبت وهو [  يعلمون ]  والآخر منفى بـ لا وهو [ لا يعلمون ]  وبينهما طباق سلب  .

مشاركة مميزة

سلامٌ إليكِ

سلامٌ إليكِ                         شعر : علاء دياب سلامٌ إليكِ في كلِّ حيــــن فَأَنْتِ الحقيقةُ لو تُدركيــن وأنتِ ...